الراقصة التى حاولت مقابلة السفير الإسرائيلى
عايزة أرقص في اسرائيل!
بقلم : محمود صلاح
هذا الخبر الغريب عثر عليه أحد محرري 'أخبار الحوادث' علي شبكة الإنترنت. منسوبا إلي جريدة 'المصريون' القاهرية.. أثار الخبر إهتمامي. لكني شككت في صحته.
اتصلت بالزميل محمود سلطان رئيس تحرير جريدة 'المصريون'. فأكد لي أن جريدته نشرت الخبر، الذي كتبته الزميلة الصحفية 'دينا الحسيني'.
إتصلت بالزميلة 'دينا' فأكدت لي أنها حصلت علي الخبر من أحد مصادرها. لكنها لم تنجح في تأكيده من المصادر الرسمية في مديرية أمن الجيزة. لكنها أقسمت لي..
'والله العظيم الخبر صحيح'!
ماذا يقول الخبر؟
وهل هو صحيح أو مختلق؟
ولماذا هذه المقدمة.
و'الدوشة ووجع الدماغ' وهل الخبر يستحق
كل هذا؟ تعالوا نقرأ.. واحكموا!
*************
عايزة أرقص
في اسرائيل!
الجيزة.. بجوار كوبري الجامعة من ناحية تمثال نهضة مصر.
الشارع المؤدي إلي سفارة إسرائيل..
سيارة تقترب من الحاجز الأمني الموجود ليل نهار في بداية الشارع.
السيارة تقودها فتاة حسناء في العشرينات من عمرها. تقترب في هدوء وثقة من الجنود والضابط الذي يرأس حاجز التفتيش أمام السفارة الإسرائيلية!
يشير الضابط للفتاة قائدة السيارة بالتوقف فتتوقف في الحال، ينظر إليها متفحصا، وعندما يكتشف أنها ليست من سكان العمارات الملاصقة لسفارة اسرائيل.
يسألها في هدوء:
علي فين يا أفندم؟
ترد الفتاة الحسناء:
ده طريقي.. خير؟
يقول لها الضابط:
أي طريق.. حضرتك هذا الشارع مغلق، ويحظر علي المارة والسيارة المرور منه.
تسأله الحسناء في تعجب:
اشمعني!
يرد الضابط في صبر وأدب:
لدواع أمنية يا أفندم؟
تسأله الفتاة قائدة السيارة:
أمنية ليه بقي؟
يقول لها الضابط متحليا بنفس النبرة الصبورة:
حضرتك هنا سفارة اسرائيل!
يفاجأ بها تقول له:
عارفة.. ما أنا عايزة أروح سفارة اسرائيل!
ينظر إليها الضابط متفحصا من جديد لكن بدهشة لا تخفي علي ملامح وجهه.
ويسألها: خير ان شاء الله؟
ترد قائدة السيارة الحسناء:
عايزة أقابل السفير!
يسألها الضابط: سفير مين؟
تقول ببساطة غريبة: سفير اسرائيل.. شالوم كولين!
البرود والثقة التي ردت بها. تستفز ضابط الحراسة.
يقول لها: ممكن أشوف رخصة القيادة.. ممكن البطاقة الشخصية من فضلك.. ممكن تركني العربية علي جنب وتنزلي دقيقة عشان نعرف نتكلم؟
ترد الحسناء الشابة بنفس الهدوء: أوي.. أوي!
وتهبط من سيارتها، وتفتح حقيبة يدها، وتخرج للضابط رخصة القيادة والبطاقة الشخصية: التي تقول أن إسمها (س. م).
أما المهنة فهي.. راقصة شرقية!
يسألها: حضرتك.. راقصة؟
ترد بسرعة: شرقية.. راقصة شرقية.. فيها حاجة دي؟
يقول لها الضابط: ولاحاجة ياهانم.. وحضرتك بقي عايزة تقابلي السفير الاسرائيلي؟
ترد بتصميم: أيوه!
يسألها: ليه؟
يفاجأ بها ترد قائلة: وإنت مالك؟
الضابط الذي تعود بحكم عمله أن يلتقي بأغرب نماذج البشر. يشعر أنه أمام إنسانة غريبة وربما حكاية أغرب من أي حكاية قابلته من قبل.
يظل محتفظا برخصة قيادة الفتاة الجميلة وبطاقتها الشخصية.
لكنه يقول لها بحسم: طيب.. لو تسمحي تيجي معايا دقيقة واحدة.
تسأله: علي فين؟
يقول لها: علي قيادة الحرس.. أهي علي بعد مترين بس.
تغلق الحسناء الشابة سيارتها. وتمضي بلا خوف مع الضابط إلي مقر قيادة حرس السفارة الإسرائيلية.
وهناك يسألونها: إية حكايتك بقي.. وعايزة تقابلي السفير الإسرائيلي ليه؟
تقول: أولا أنا موش أي راقصة. أنا جامعية وحاصلة علي بكالوريوس علوم. نفس الكلية إللي إتخرج منها الدكتور زويل يعني. لكن إتجهت للعمل في الفن، وعندي موهبة الرقص الشرقي. وكنت متصورة إني بسبب موهبتي دي حا ألاقي الفرص مفتوحة قدامي كراقصة شرقية. لكن للأسف إكتشفت ان الراقصات المشهورات زي 'دينا' مثلا يكتسحن عالم الرقص. ولا يعطين بقية الراقصات الشابات مثلي أية فرصة للظهور، ولم أجد أمامي سوي العمل في الملاهي الليلية وبارات شارع الهرم، ودي أماكن عمرها ما تحقق لي فرصة الظهور والشهرة والإنتشار.
سألوها: ومال السفير الإسرائيلي ومال الكلام ده؟
قالت: إزاي بقي.. أنا لما لقيت كل الأبواب للفن والرقص مسدودة قدامي.. فكرت وقررت أسافر إسرائيل وأرقص هناك.وأحقق إللي ما عرفتش أحققه هنا.. وقلت أقابل السفير الإسرائيلي وأطلب منه تأشيرة هجرة لإسرائيل!
* * *
ينتهي الخبر والذي أعدت صياغته بدون أي تحريف لمعناه تسهيلا علي القراء. وكما نشر في جريدة 'المصريون'. بأنه تم إحالة الراقصة ذات الأربع وعشرين عاما إلي نيابة أمن الدولة، التي تولت التحقيق معها!
ولقد حاولت شخصيا من خلال بعض الاتصالات البحث عن تأكيد لصحة الخبر أو عدم صحته، لكني أعترف أنني فشلت في ذلك، وحتي مباحث حماية الآداب في الجيزة أو الاسكندرية التي قيل أنها مسقط رأس الراقصة الجامعية بطلة الخبر. تؤكد أنها لم تسمع من قبل باسم راقصة شهرتها 'همسة' كما ذكرت عند التحقيق معها!
ولو الخبر صحيح.. هذه مصيبة!
ولو الخبر كاذب.. مصيبتان.. ويمكن ثلاثة.
فالمعني في الحالتين.. يقرف!